يعاني الملايين من الأزواج حول العالم من العقم وعدم القدرة على الإنجاب. حيث أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقدر أن من كل 8 أزواج واحد يعاني من مشاكل في الخصوبة والإنجاب. حيث أن الدراسات تشير إلى أن حوالي 186 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من العقم. لطالما كان للعقم العديد من التجارب النفسية والاجتماعية الضارة للأزواج وخاصةً النساء. في بعض أنحاء العالم، لا يزال العقم سبباً للطلاق أو للزواج الثاني.
في هذا المقال سوف نتعرف على أسباب وتداعيات العقم القدرة على الإنجاب لدى كل من الرجال والنساء. ويتضمن المقال الرد على الكثير من الأسئلة والاستفسارات فيما يتعلق بالعقم ومشاكل الخصوبة.
يطلق مصطلح العقم على حالة عدم القدرة على الإنجاب بعد ممارسة الجنس غير المحمي لمدة عام على الأقل. للعقم أسباب متنوعة، وقد يعود عدم الإنجاب الى مشكلة أو مشاكل في الخصوبة أو الجهاز التناسلي لإحدى الأزواج أو مشاكل معينة لدى كلا الزوجين. في بعض الحالات فإنه على الرغم من أن الأزواج يمكن أن ينجبوا إلا أنه لا يمكن للمرأة أن تحمل الطفل حتى نهاية الحمل وتواجه حالات إجهاض متكررة.
لو كنت تعاني من مشكلة في الإنجاب وحالة من حالات العقم، ذلك لا يعني أنك ستبقى على هذا الحال الى مدى الحياة ولن تتمكن من الإنجاب أبدا. مع التقنيات العلاجية الحديثة لمشاكل العقم والخصوبة، يتمكن الأزواج من تذوق حلاوة الأبوة والأمومة في نهاية المطاف. قد يكون العقم بسبب عوامل ذكورية أو أنثوية. في 20٪ من الحالات يحدث العقم بسبب مشاكل في كلا الجانبين. يحدث العقم بدون سبب عندما لا يتم العثور على سبب بعد إجراء جميع الفحوصات.
يمكن أن تختلف أعراض العقم تبعاً للسبب، ولكن أهم علامة على العقم هي عدم الحمل.
العقم بشكل عام ينقسم الى قسمين:
أعراض العقم تختلف لدى الرجال والنساء. هنا سنفكك أعراض العقم الى الفئتين؛
يمكن أن تكون التغيرات في دورات الحيض والإباضة عند النساء من أعراض مرض العقم. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
في كثير من الأحيان، تمر أعراض العقم عند الرجال دون أن يلاحظها أحد حتى يصبحوا جادين بشأن إنجاب الأطفال. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتغير هذه الأعراض اعتماداً على سبب العقم. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
__ مشاكل الانتصاب والقذف
__ التغيرات في الرغبة الجنسية
__ التغيرات في نمو الشعر
__ الشعور بألم أو تورم في الخصيتين
__ الخصيتين الصغيرتين والمتيبستين
أسباب العقم أيضا تختلف لدى كل من الجنسين الذكر والأنثى. على هذا الأساس نقسم أسباب العقم الى فئتين؛
__ فشل المبايض الأولي أو انقطاع الطمث المبكر (POF) عندما يحدث انقطاع الطمث قبل سن الأربعين.
__ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) هي عبارة عن اضطراب هرموني لا يعمل فيه المبيضان بشكل طبيعي ويكون لهما أكياس صغيرة على الحافة الخارجية. في هذه الحالات قد لا تحدث الإباضة.
__ مشاكل في قناة فالوب التي تنقل البويضات من المبيض إلى الرحم. قد يحدث الانتباذ البطاني الرحمي أو قد يتم انسداد قناتيكم بواسطة نسيج ندبي مصاب.
__ انتباذ بطانة الرحم عندما ينمو نسيج بطانة الرحم خارج الرحم وقد تؤثر على وظيفة الرحم والمبيض وقناتي فالوب.
__ يحدث فرط برولاكتين الدم عندما تكون مستويات البرولاكتين مرتفعة، حتى لو لم تكن المرأة حاملاً أو مرضعة، وقد يؤثر ذلك على الإباضة والحمل.
__ التدخين يمكن أن يؤدي إلى مشاكل العقم.
__ زيادة الوزن أو نقص الوزن يمكن أن تكون مشكلة في الخصوبة.
__ مخاط عنق الرحم يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الحيوانات المنوية أو إبطاء عملية الوصول إلى البويضة.
__ علاجات السرطان قد تؤثر على العقم عند النساء. قد يؤثر الإشعاع والمواد الكيميائية على الجهاز التناسلي للأنثى.
__ مشاكل الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى اختلالات هرمونية إذا كنت تعاني من إرهاق أو نقص في العمل.
__ التقدم في السن خاصةً بعد سن 35 عاماً يمكن أن تسبب العقم عند النساء. نادراً ما يحدث الحمل بعد سن 45.
__ هناك عوامل أخرى قد تمنع البويضة من الانغراس في الرحم، حتى لو مرت البويضة عبر قناتي فالوب.
__ اضطرابات الحيوانات المنوية: ترتبط معظم أسباب عقم الذكور بمشاكل الحيوانات المنوية. حيث أن قلة الحيوانات المنوية أو قلة حركتها يعد أحد الأسباب الرئيسية للعقم عند الرجال. تكون الحيوانات المنوية في بعض الأحيان غير ناضجة، أو ذات شكل غير طبيعي، أو قليلة الحركة. تعني الحركة المنخفضة للحيوانات المنوية أن الحيوانات المنوية لديكم لا تسبح كما ينبغي. ينخفض إنتاج الحيوانات المنوية أحياناً لعدد من الأسباب بما في ذلك:
__ مشاكل هيكلية: في بعض الأحيان تصبح الأعضاء التناسلية مسدودة بسبب عيب وراثي أو خلقي أو عدوى ناتجة عن مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. يمكن أن يكون النسيج الندبي ناتجاً عن الجراحة أو الخصية الملتوية أو المتورمة. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون ضعف الانتصاب أو سرعة القذف سبباً آخر لعقم الذكور.
__ أسباب الأخرى كما يلي:
الخصوبة هي قدرة الإنجاب أو انتتاج النسل. لدى النساء الخصوبة تعني قدرة المرأة على الحمل ولدى الرجال تعني الخصوبة قدرة الرجل على تخصيب المرأة. عندما يتحلى كلا الزوجين بخصوبة طبيعية، يستطيعان الإنجاب بعد ممارسة الجنس دون وقاية. عندما توجد هنالك مشكلة في خصوبة لدى احدى الزوجين أو كليهما، فيصبح الإنجاب بشكل طبيعي ودون علاج غير ممكن.
في هذه الحالة يحتاج الزوجان للخضوع الى بعض العلاجات، بناء على نتيجة الفحوصات وتشخيص الطبيب والمشكلة التي يعنيان منها في مجال الخصوبة، والتي أشرنا الى أنواعها فيما سلف. إذا لا داعي لليأس والإحباط، لو كانت هناك مشكلة ما في خصوبة الزوجين، إذ ان التطور العلمي والطبي لعلاج عدم الخصوبة وجد حلولا متنوعة لمشاكل العقم وعدم الإنجاب.
لنمط الحياة والعادات اليومية أو بعض الممارسات، تأثير مباشر على الجهاز التناسلي والخصوبة، وقد تعرض هذه الممارسات الخصوبة الى خطر. بعض العوامل الخطرة المسببة للعقم تكون مشتركة لدى النساء والرجال وأخرى تخص كل من الجنسين. هنا سنسرد هذه العوامل:
الحرز أن التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة بسبب زيادة نسبة أكسدة الخلايا، وهذا الامر ينطبق أيضا على البريضات والحيوانات المنوية. لكن هذا التأثير يكون سلبيا أكثر على النساء، إذ ان الحيوانات المنوية للرجال طازجة وتنتج بشكل مستمر والاقلاع عن التدخيل لفترة جيدة يعطي الرجل فرصة ثانية لتحسين جودة حيواناته المنوية. كما أن التدخين لدى النساء قد يؤدي الى إتلاف قناتي فالوب وعنق الرحم. ما هو أكثر من ذلك هو أنك ستكونين أكثر عرضة للحمل خارج الرحم والإجهاض.
ناول الکحول خارج عن الاعتدال يؤثر سلبيا على قدرة الخصوبة. الإفراط في تناول الكحول يمكن ان يؤخر الدورة الشهرية أو حتى قد يمنع الإباضة في بعض الحالات. كما أن تناول الكحول يؤدي الى تقليل الرغبة الجنسية وخفض إفراز الهورمون الذكوري تستستيرون وخفض عدد الحيوانات المنوية.
يؤثر التقدم بالعمر سلبيا على عدد وجودة البويضات لدة الإناث وأيضا على جودة الحيوانات المنوية لدى الذكور. الدراسات تشير الى أن الخصوبة وجودة البويضات تنخفض لدى الإناث عن عمر يزيد عن 37 عاما، ولدى الذكور عن عمر يزيد عن 40 عاما.
مشاكل الخصوبة أو العقم تعد من مضاعفات ومخاطر السمنة المفرطة. الوزن الزائد بشكل مفرط يؤثر سلبيا على إفراز الهورمونات الجنسية لدى الرجال والنساء ويحدث خللا في الانتصاب لدى الرجال، ويقلل من النشاط الجنسي. وفي حالات السمنة المفرطة يتسبب بالعقم.
النحافة المفرطة تؤدي الى تضاؤل فرص الإنجاب بسبب ما تحدثه من اضطرابات هرمونية أو سوء التغذية وتقليل فرص الحمل لدى النساء.
التعرض المستمر للمواد الكيميائية كالمبیدات الزراعية والكادميوم والرصاص والمنغنيز والزئبق وثاني أوكسيد الكربون والإيثيلين جليكول وموجات الميكروويف وموجات الرادار كما الأشعة السينية وما الى ذلك، تؤثر بشكل كبير على خصوبة الرجل بشكل خاص، كون ان خصية الرجال تكون خارج الأحشاء.
خصية الرجال تحتاج الى درجة حرارة اقل من الجسم لضمان سلامة عملها وإنتاج حيوانات منوية بجودة طبيعية. لذلك الجلوس بشكل مستمر والدوام على ارتداء الملابس الضيقة او التعرض الى درجة حرارة عالية بشكل دائم لأسباب مهنية، أو استخدام الجاكوزي بشكل مستمر، هذه الأمور وأمثالها قد تشكل تهديدا لخصوبة الرجل وجودة الحيوانات المنوية لدية.
التوتر الشديد أو التوتر المستمر يضر بخصوبة الرجل ويؤثر سلبيا على إنتاج هرمون تستستيرون وبالتالي يؤدي الى تضاؤل انتتاج الحيوانات المنوية.
الإصابة بفيروس النكاف بعد سن البلوغ، أو الالتهاب الناجم عن أحد الأمراض المنقولة جنسيًا أو التهاب البروستاتا لدى الرجال أحيانا قد يؤدي الى العقم لدى الرجال.
الستيرويدات الابتنائية الأندروجينية (AAS) هي اختلافات اصطناعية لهرمون التستوستيرون الجنسي الذكري، تؤدي الى صناعة العضلات ولكنها تقلل التأثيرات الأندروجينية المرتبطة بالخصائص الجنسية. أخذ ستيرويدات منشطة يؤدي الى إرسال إشارة الى الجزء المسؤول عن الافرازات الهرمونية في الدماغ بوجود ما يكفي أو يزيد عن اللازم من هرمون التستستيرون، ما يؤدي الى انخفاض انتتاج هذا الهورمون طبيعيا في الجسم وبالتالي خفض نسبة الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH). في نهاية المطاف يتضاءل انتتاج الهرمونات المحورية لتحفيز الخصيتين على انتتاج الحيوانات المنوية، الأمر الذي يؤدي تخفيض انتتاج الحيوانات المنوية أو توقف إنتاجها بالكامل والعقم.
باختصار يؤدي أخذ السترويدات المنشطة الى تضاؤل افراز الهورمونات المحفزة على انتتاج الحيوانات المنوية، ما يؤدي الى خفض انتتاج الحيوانات المنوية أو توقف إنتاجها بالكامل والعقم.
علاجات العقم متنوعة وتستخدم حسب الحالة المرضية أو سبب عدم الخصوبة. كما ان علاج العقم ينقسم الى جزئين، العلاج الدوائي والعلاج الجراحي. كما توجد هنالك علاجات تعرف بعنوان ART، تشمل تقنيات حديث كاللقاح المختبري داخل الرحم (IUI) واللقاح المختبري خارج الرحم (IVF)، واللقاح آو التخصیب والنضوج فی المختبر (IVM). في حال إن يعاني أحد الزوجين أو كلاهما من مشكلة في الخصوبة تتعلق بالبويضات أو الحيوانات المنوية أو كلى الحالتين، يمكن الاستعانة بالبويضات أو الحيوانات المنوية المتبرع بها أو الجنين المتبرع به.
كما أن هناك بعض الحالات لا يعاني الزوجين من الخصوبة لكن الرحم ليس قادرا على الحمل ويتم الإجهاض بعد فترة وجيزة من تشكّل الجنين. في هذه الحالة يتم استخدام تقنيةIVF أو ما يعرف بأطفال الأنابيب مع تأجير الرحم أو ما يعرف بالأم البديلة، حيث يتم نقل الجنين بعد اللقاح المختبري الى رحم الأم البديلة.
يمكن أن يكون العقم حقيقة محبطة لمعظم الأزواج. ومع ذلك فإنه مع تقدم التكنولوجيا فإن فرص إنجاب الأطفال تزداد. الشيء المهم الذي يجب أن تضعونه في عين الاعتبار أثناء رحلة العلاج هو التحلي بالصبر والبحث عن العلاج المناسب. تتوفر الاختبارات الطبية دائماً، ولكن في بعض الأحيان لا تشير نتائج الاختبار إلى مشكلة معينة. حتى عندما تكون لديكم مشكلة فإن كل علاج للخصوبة له درجة معينة من النجاح والتي قد تكون أو لا تكون الحل المناسب لكم.
توفر شركة فلا تو تريت أرضية للتمتع بأفضل الخدمات العلاجية لحالات العقم ومشاكل الخصوبة في أفضل المراكز العلاجية، عبر وكلائها في العديد من الدول من العالم. تعتمد فلاي تو تريت أحدث التقنيات والأطباء الأخصائيين والمحنكين في محال الخصوبة والإنجاب، وفي عيادات ومستشفيات تتمتع بكافة المؤهلات والمواصفات القياسية للجودة والحداثة. لو كنتم ترغبون بالتمتع بهذه الخدمات، ليس عليكم سوى الاتصال بنا عبر النقر على رابط الواتساب والحصول على استشارة مجانية.
تمت مراجعته طبیاً بواسطة: دکتور علی بزازي
26 May 2024 - Updated At: 15 June 2024
تعليق