قد يعتمد الكثير هذه الأيام الطرق البديلة وأكثر سرعة للتخلص من كتلة الشحوم الزائدة وامتلاك وزن قياسي، بدلاً عن الطرق التقليدية كإتباع حمية غذائية قاسية أو التمارين الرياضية الصعبة. احدى الطرق السريعة لخسارة الوزن هي عملية تكميم المعدة أو ما تعرف أيضا بعملية قص المعدة. لكن الأمر ليس بهذه السهولة، بل هناك بعض التحديات التي قد يواجها الشخص الذي يختار هذه الطريقة لتقليل وزنه؛ أولاً المعايير التي يجب أن يحظى بها الشخص لإجراء هذه العملية، وثانيا مخاطر عملية تكميم المعدة وأضرار التكميم على المدى القصير والبعيد. في هذا المقال نحاول توضيح مخاطر وسلبيات تكميم المعدة.
بشكل عام يقوم الجراح في هذه العملية بقص واستئصال نسبة كبيرة من نسيج المعدة (قياسيا ما يتراوح بين 75% و80% من الجزء الأيسر)، ما يؤدي الى التقليل من إفراز الهرمون المحفز للشهية (جريلين) والشعور بالشبع بتناول كمية قليلة من الطعام، كما يتم امتصاص كميات أقل من المواد الغذائية. وتتم هذه العملية بطريقة المنظار (لابوروسكوبي) ودون الحاجة الى شق البطن ما يجعلها أقل خطورة بالنسبة للعمليات الجراحية التي تهدف الى تقليل الوزن.
بطبيعة الحال فجميع العمليات الجراحية تنطوي على بعض المخاطر كالتحسس من مادة التخدير أو النزيف وما الى ذلك. بغض النظر عن المخاطر العامة للإجراء الجراحي، فان عملية التكميم بحد ذاتها لا تُعد من العمليات الجراحية الخطرة، نظرا لأنها تتم عبر تقنية لابوروسكوبي (المنظار)، أي الجراحة المغلقة. بعد التخدير الكامل ووفقا لحالة المريض، يتم إرسال الكاميرا وأدوات العلاج اللازمة إلى البطن من خلال 1 إلى 5 ثقوب صغيرة في الجلد. بمساعدة الكاميرا، يمكن للجراح رؤية منطقة العملية بوضوح عال من الشاشة وإجراء التطبيق بسهولة.
تعد عملية تكميم المعدة من العمليات الأقل خطورةشرط مراعات جميع تعليمات ما قبل عملية التكميم. وبالرغم من ذلك توجد بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة قد على هذه العملية، كما هو الحال مع أي عملية جراحية أخرى وقد تصيب نسبة ضئيلة جدا من الأشخاص، معظمهم من الذين يعانون من أمراض مزمنة أو لا يلتزمون بالبروتوكولات والرعاية الصحية الخاصة بعد إجراء هذه العملية. كما أن الطرق الحديثة لإجراء التطبيق المعروفة بالجراحة الغلقة عبر المنظار، تحد جدا عن المخاطر المحتملة لعملية تكميم المعدة. بعض أخطار عملية قص المعدة تتعلق بما قد يحدث مباشرة بعد إجراء العملية على مدى أيام، وأخرى هي مضاعفات وأعراض على مدى الطويل.
التسريب يحدث جراء وجود ثقب أو فجوة في مكان إغلاق المعدة بعد عملية التكميم، مما يؤدي إلى تسرّب سوائل المعدة إلى التجويف البطني، وإذا لم يتم التفادي للأمر بسرعة قد يسبب التسريب التهابًا في ناحية البطن.
بسبب طبيعة عملية قص المعدة وانخفاض نسبة الطعام في كل وجبة وأيضا نقص امتصاص بعض العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، من الممكن أن يعاني الشخص من سوء التغذية أو فقر الدم او تساقط الشعر. في هذه الحالة يتوجّب على الشخص الخاضع لهذه العملية أخذ المكملات الغذائية والفيتامينات، مثل الحديد والكلسيوم والفيتامين ب.
الجلطات الدموية في الساقين من الآثار الجانبية المحتملة لعملية قص المعدة والتي نادرا ما تصيب الأشخاص ويمكن الناي عنها عبر الالتزام بوصايا الطبيب والرعاية اللازمة. أهم الأسباب لتخثر أو تجلط الدم بعد إجراء عملية التكميم هو احتمالية تسرب الأنسجة أو الحطام أو الكولاجين أو الدهون إلى الدم المتدفق أثناء الجراحة، وهذا يزيد من سماكة الدم. أو قد يحصل ذلك نتيجة مرور الجسم بعملية الشفاء بعد الجراحة، كما أن راحة المريض بعد الجراحة لفترة طويلة قد يسبب توقف الدم عبر الأوردة والشرايين.
يُعد الضيق في التنفس احدى أضرار عملية تكميم المعدة، نتيجة للتسريب الكبير والخطير، حيث قد يتجمع السائل الهضمي في تجويف الصدر ويؤدي إلى ضيق التنفس وصعوبة التنفس وأحيانا يتسبب بالتهاب رئوي لو لم يتم التفادي لهذه العارضة.
الجفاف هو من ضمن أضرار قص المعدة، ما قد يؤدي للتعب والإرهاق والدوخة والصداع، الأمر الذي يمكن تفاديه بسهولة عبر الالتزام بأخذ كميات لازمة من المياه والسوائل. من علامات حصول الجفاف في الجسم هو:
هي حالة ينتقل فيها الطعام -وخاصة الغني بالسكر- من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة بعد تناوله. وتحدث متلازمة الإغراق -التي يطلق عليها أحيانًا متلازمة الإفراغ المعدي السريع- غالبًا نتيجة لإجراء جراحة في المعدة أو المريء. هذه العارضة تعد إحدى أضرار التكميم التي تصيب نسبة قليلة جدا من الخاضعين لهذه الجراحة.
تظهر علامات وأعراض متلازمة الإغراق بشكل تقلصات في البطن وإسهال بعد تناول الطعام بمدة من 10 دقائق إلى 30 دقيقة. وتظهر الأعراض على البعض الآخر بعد تناول الطعام بمدة، من ساعة واحدة إلى 3 ساعات ويمكن تجنب هذه العارضة عبر تغيير النظام الغذائي المعتاد.
بعض سلبيات عملية قص المعدة والمضاعفات المنطوية على هذه العملية تزول بعد معافاة الجرح وانتهاء فترة النقاهة. لكن قسم من االمضاعفات المحتملة والتي تحصل في حالات نادرة جدا، قد تظهر على المدى البعيد بعد إجراء العملية وهي كالتالي:
حاولنا في الأعلى أن نقدم صورة إجمالية عن عيوب أو سلبيات عملية تكميم المعدة، بما فيها المخاطر على المدى القصير أثناء وبعد إجراء العملية والتي يمكن تفاديها الى حد كبير عبر الدقة والعناية الكافية في اختيار الجراح والكادر الطبي الموثوق وأيضا العيادة أو المشفى الذي يتم فيه إجراء العملية. وأشرنا أيضا الى الأعراض والمضاعفات المنطوية على التكميم على المدى البعيد. هنالك بعض علامات الاستفهام حول مضاعفات وأضرار قص المعدة للحالات الخاصة سنشير إليها لاحقا.
بالنسبة لمزايا عملية تكميم المعدة بالمقارنة مع الطرق الأخرى لخفض الوزن والتخلص من كتلة الشحوم الزائدة في الجسم، يمكن الإشارة الى ما يلي:
• التمتع بالرشاقة والتخلص من كتلة الشحوم الإضافية بشكل أسرع ودون الخضوع لحمية غذائية قاسية والمعاناة الناتجة عن الشعور بالجوع بشكل مستمر والرغبة القاتلة لالتهام الأطعمة المضرة.
• فترة نقاهة اقصر وأعراض طبية أقل مقارنة بالطرق الجراحية الأخرى كشفط الدهون.
• خلافًا لجراحة ربط المعدة أو بالون المعدة، فإنه لا يتم إدخال جسم غريب إلى الجسم في عملية تكميم المعدة.
• لعملية التكميم فوائد كبيرة على الصحة عبر إزالة المخاطر المتعلقة بالسمنة والشحوم الإضافية في الجسم وتحسين الحالة النفسية.
• كما أن عملية استئصال المعدة التكميمية لا تحدث خلالًا حاداً في وظائف الجهاز الهضمي، إلا في حالات نادرة وعند فشل العملية الجراحية.
لم ترصد لحد الآن أضرار معينة على عملية تكميم المعدة تستهدف النساء بشكل خاص، إلا تأجيل الحمل الذي تم الإشارة إليه في الأعلى، كما أن الحصول على الوزن القياسي والتخلص من الوزن الزائد يدعم ويعزز النشاط الجسدي والجنسي والخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.
قد يصنف البعض الأضرار الناجمة عن نقص المعادن والفيتامينات والترهلات الجلدية جراء فقدان الوزن، ضمن أضرار عملية التكميم للنساء، لكن في الواقع تعد هذه المضاعفات من الأعراض العامة المحتملة لفقدان الوزن وعملية التكميم وقد تصيب الرجال والنساء على حد سواء، ويمكن تفاديها عبر العناية والالتزام بحمية غذائية جيدة وأخذ المكملات الغذائية والفيتامينات.
على الرغم من أن عملية قص المعدة تعد من العمليات الجراحية الآمنة وقليلة الخطورة لعلاج السمنة، إلا أنها تنطوي على بعض المخاطر الجراحية. في الواقع احتمالية الوفاة بعد إجراء عملية تكميم المعدة ضئيل للغاية ومعدل الوفيات لهذه العملية أقل من 0.5% وفقا للمعطيات. وقد يحدث ذلك في حالة نادرة جدا.
ليس كل من يرغب بإجراء عملية تكميم المعدة هو مرشح أو مؤهل لهذه الجراحة، بل هنالك مؤشرات ومعايير يعتمدها الأطباء والجراحون لاتخاذ قرار بشأن إجراء أو عدم إجراء عملية التكميم. هذه المعايير تأتي كالتالي:
فنظرا الى هذه الأعراض الناجمة عن الوزن الزائد وفاعلية عملية التكميم للتخلص منه، فهذه العملية تعد مفيدة جدا لمن يعاني من الوزن الزائد بشرط أن يقع الخيار على طبيب جراح محنك وفريق طبي موثوق وعيادة طبية تتمتع بكافة المؤهلات والمؤشرات القياسية. بمعنى آخر فإن فوائد هذه العملية وأثارها الإيجابية على صحة الأشخاص وحياتهم، تتفوّق على المخاطر والأعراض التي قد تلتحق بهذه العملية في بعض الحالات النادرة. تقدم لكم "Flytotreat" خدمة كاملة على قدم وساق، للتعرف على أفضل بلد لإجراء عملية التكميم وأفضل العيادات لتلقي النتيجة المثالية والخدمة العلاج والطبية بأجود صورة.
تمت مراجعته طبیاً بواسطة: دکتور علی بزازي
07 May 2024 - Updated At: 20 July 2024
تعليق